الأربعاء، 12 ديسمبر 2012

صميلي والعلاقات السعودية اليمنية


العلاقات السعودية اليمنية لها طابعها المُختلف عن أي علاقات دولية أخرى, ليست عابرةً أو مجرد مصالح مشتركة تجعل من التواصل ضرورةً نفعية لأجل ضمان وأمن جانب الآخر, بل إن حقيقتها تأتي على أساس أنها علاقة مكانٍ وإنسان وتمضي في ذلك ضاربةً بجذورها في عمق التاريخ الإنساني البعيد, والذي لا يعترف إلا بالديموغرافية الواحدة.
من أبرز ما يُكدر تلك العلاقات المواقف الفردية والتي تنم عن رؤى شخصية بحتة ولا تتعداها, فليست تلك المنغصات مواقف رسمية معلنة لأي من الحكومتين, المشكل في الأمر أن المواقف الفردية غير المحسوبة قد تعطي نمطاً من الشعور بالفتور في العلاقة يظهر على المشهد للوهلة الأولى, وفي بعض الأحيان يزداد الأمر سوءاً بخروج ظواهر متأثرة بتلك المواقف الكارهة لمصلحة البلدين وتكون موحيةً إلى حدٍ كبير بالتباعد والتنافر الفكري والثقافي إلى حد القطيعة, بل إن المتأمل في تلك الفردانيات لا يستوحي أي تقارب ثقافي أو اجتماعي, لزم الأمر وقتاً حتى يأتِي من يعمل على إرساء وتصحيح المسار لتلك العلاقات في طابعها الإنساني والذي يهتم بالإنسان في جانبه الثقافي مما يتيح المجال واسعاً للقدرة على التفاعل ما بين مكوناتها المتقاربة, الدور الذي يؤديه الدكتور علي الصميلي الملحق الثقافي السعودي في صنعاء دورٌ مهمٌ للغاية من حيث بعث الروح في تلك العلاقات, إذ إنه عمل خلال الفترة الماضية تقديم الصورة الحقيقية والرائعة للمملكة العربية السعودية وثقافتها الإنسانية وحقيقة كوامن الإنسان السعودي وقبوله المحض للآخر وبخاصة الإنسان اليمني الشريك الأقرب ديموغرافياً, وكان من أهم الأفكار التي نادى بها الملحق الثقافي في صنعاء هو ذلك الذي أعلن عنه إبان معرض الكتاب في الفترة الماضية في صنعاء, ودعوته إلى إنشاء مركز ثقافي سعودي يمني يعمل على تبادل الثقافات الإنسانية بين إنساني المكانين, هذا المقترح إن تم تفعيله فإنه سيكون رافداً مهماً لوضع ذلك النوع من العلاقة في إطاره السليم والذي يعمل على تقوية العلاقات والتواصل الثقافي ما بين الشعبين الشقيقين والثقافتين المتلاصقتين, هذا من الناحية الشعبوية وهي الأهم من حيث الجانب الثقافي والإنساني, إذ إن الفتور الظاهر لم يكن نتاج مواقف سياسية.


نشر بتاريخ 29-11-2012


رابط المقالة على الصحيفة


http://www.albiladdaily.com/articles.php?action=show&id=13956





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق