الثلاثاء، 27 نوفمبر 2012

رسائل الحسّرة وحكاية الغبن


للغبن حكاية وللقهر رواية, كل غبنٍّ وقهر لن يُخلف إلا نتائج سلبية وخسائر فادحة, من يتحمل تلك التبعات ويكتوي بها وهو الخاسر الحقيقي دون أدنى جدل عندي هو الوطن ولا سواه.
حينما يتم الدفع بعددٍ من بنات الوطن تجاه نوعٍ من الدراسةٍ ويكون مصيرها الوهم والندم, إذ إنهن لم يجدن من يُشرع لهن أبواب المستقبل والأمان الوظيفي؛ فإن هذا هو الغبن الحقيقي والقهر بأوضح صوره وتجلياته, هذه حكاية خريجات دبلوم الكليات المتوسطة, إذ إنهن حينما انخرطن في تلك الكليات كن يحلمن بغدٍ مشرقٍ, كن يرين الأمل أمامهن حينما يتخرجن ويستطعن الحصول على عملٍ يضمن لهن قيمتهن الإنسانية في المجتمع ويجعلهن ذوات كيان مستقل يعتمدن فيه على ثقتهن في أنفسهن والقدرة على المشاركة في دفع عجلة التنمية الوطنية من خلال ممارسة حقهن في الشراكة الوطنية اللآتي أقصين منها قِسراً دون أدنى ذنبٍ اقترفنه سوى أنه غُرر بهن وأجبن أحاديث الوهم والسراب الكامن فيما كان يسمى بالكليات المتوسطة لإعداد المعلمات.
وصلتني رسائل عديدة منهن, تحمل في مجملها ذات الألم والغبن, ألم المستقبل الضائع وعناء السنوات العشرين الماضيات, ومن جميل ما حملت تلك الأشجان المستفيضة ما يكشف عن حبٍ حقيقي للوطن ومكوناته, فمن أسماء معرفاتهن أو أسمائهن المستعارة مثل (أحلام بنت الوطن), و(دبلومية مظلومة), و(كنار من 9000 كناري), بما أن عددهن 9000 خريجة منسية, إحدى رسائل التحسُّر كان عنوانها شعاراً وتعبيراً عن حب صادقٍ للوطن برغم مكتنزات الألم الكثيرة, فقد حملت الرسالة عنوان (وظفني يا وطني), كانت تلك الرسائل تحمل في مجملها شرحاً مستفيضاً للهمِّ الذي أقض مضاجعهن وجعلهن على هامش الوطن, كما حملت المناشدات المكتظة بالعاطفة والأنين إلى كل مسؤول بمقدوره أن يقف إلى جوارهن. 
وبما أن الخطأ ليس خطأهن, فقد ورِّطن في هذا النوع من الدراسة والذي لا يحمل أي مستقبلٍ مشرق, وكأقل الحقوق التي يمكن أن تُردَّ مكانها السوي, فأنه لا بد أن يقف الوطن إلى جوارهن ويحترم إنسانيتهن ويعترف بشراكتهن كعضوات فاعلات فيه.


نشر بتاريخ 21-11-2012


رابط المقالة على الصحيفة..


http://www.albiladdaily.com/articles.php?action=show&id=13882




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق