الخميس، 28 فبراير 2013

حديث التاريخ.. إيضاحات تاريخية هامة..



تسلل هؤلاء الافارقه لم يكن مستغربا فقد حدث قبل حوالي مئه وثلاثين عاما او اكثر وهو ما يعرف (حرب الصَومل)لأن اهل عسير اعتقدوا ان الغزاه من الصومال فقط وهم لفيف من القرن الأفريقي جلبوهم الأدارسه لنشر مذهبهم وانتقاما لنشر واحياء العقيده الصحيحه التي احيتها الدولة السعوديه في احدى مراحلها وانتدبت قادة من عسير منهم من قُتل في صبيا اثناء الجهاد(محمد بن عامرالمتحمي) ومنهم من واصل حتى النصر بقيادة (طامي بن شعيب المتحمي)  وبعد ان توالت حملات الاتراك على الدرعيه وعسير اراد الادارسه وهم من اصول افريقيه معاودة غزوعسير فيما سمي(حرب الصومل) وهناك قصائد قيلت لايتسع المجال لذكرها اجتاحت تلك الحملات رجال المع وصعدت عن طرق العقيب الى السراه وكان العدد الاكبر عن طريق  الصماء وتصدت لهم قبائل عسير في باحة ربيعه وفي جبل تهلل وحصلت مقتلة عظيمه في صفوف الغزاه ووصلت بشائر النصر الى الدرعيه العاصمه السياسيه ولايستبعد والله اعلم ان هناك صله بين الصفويين والادارسه وخاصة اذا قارنا مايحدث من تسهيل عبور الافارقه من قبل ايران عن طريق الدعم المادي والسلاح واذنابهم من الحوثيين مع ماحدث في تلك الفتره.    
~باحث تاريخي~
..........................
اطلعت على رسالة (الواتس آب) السابقة, والتي تم تداولها خلال الأيام الماضية, وقد ذيلت الرسالة باسم "باحث تاريخي" وأظنه منشئ الرسالة..
تضمنت الرسالة أخطاءً تاريخية وضعها الكاتب في رسالته, وعلى ذلك وجب التوضيح, والله ولي التوفيق..
أقولُ مستعيناً بالله, متوكلاً عليه:
أولاً:
ورد في الرسالة (تسلل هؤلاء الافارقه لم يكن مستغربا فقد حدث قبل حوالي مئه وثلاثين عاما او اكثر وهومايعرف (حرب الصَومل)لأن اهل عسير اعتقدوا ان الغزاه من الصومال فقط وهم لفيف من القرن الأفريقي جلبوهم الأدارسه لنشر مذهبهم وانتقاما لنشر واحياء العقيده الصحيحه)
إننا حينما نستقرئ التاريخ نجد أن الكاتب يعني حدود العام1304هـ, أو حواليه كما أشار الكاتب في تقريبه الزماني, ففي تلك الفترة من الزمن كانت تقع عسير تحت وطأة الاستعمار العثماني(التركي) والذي استمر منذ مقتل ملك عسير محمد بن عايض عام 1289هـ وحتى إجلاء الترك عن عسير عام 1335هـ وتسليم الحكم العسكري  والقيادة فيها للأمير حسن بن علي بن عايض, بعد أن كان الحاكم المدني والزعيم الروحي للعسيريين في تلك الأثناء.
 وبناءً عليه فإننا نجد الفترة الزمنية تدل على أن السيطرة على عسير في تلك الفترة للعثمانيين, والتي كانت تُمثل سيطرة عسكرية فقط, أما الناس في عسير فقد استمر ولاؤهم لأمراء آل عايض الباقين في عسير, بعد أن قتل من قتل في معركة ريدة عام 1289هـ واُسر من أُسر وتم إرساله للمنفى.
كما أن تلك الفئة من البشر لم تكن من المتسللين وإنما هم الممثل الحقيقي والمكون لجيش الإدريسي, وهم من المرتزقة الصوماليين الذين كانوا يشكلون غالبية جيش الإدريسي آن ذاك.
  كان الهدف من تلك الحملة مباغتة العسيريين من الخلف بينما ينتظرون صعود تلك الجيوش من الجهة الجنوبية لأبها(وادي ضلع), وتعتبر تلك المرة الوحيدة التي تمكن فيها الإدريسي وجيوشه من بلوغ سراة عسير.
كان الإدريسي يطمع في توسيع نفوذه وضم عسير تحت لوائه, في تلك الفترة كان يتلقى دعماً بريطانياً بعد أن تسلمت ملف دعمه بريطانيا بدلاً من الإيطاليين, وعلى ذلك لم يكن الهدف من ذلك نشر المذهب لأجل الانتقام من إحياء العقيدة الصحيحة كما ورد في الرسالة.

ثانياً:
ورد في الرسالة (التي احيتها الدولة السعوديه في احدى مراحلها وانتدبت قادة من عسير منهم من قُتل في صبيا اثناء الجهاد(محمد بن عامرالمتحمي) ومنهم من واصل حتى النصر بقيادة (طامي بن شعيب المتحمي)  وبعد ان توالت حملات الاتراك على الدرعيه وعسير اراد الادارسه وهم من اصول افريقيه معاودة غزوعسير فيما سمي(حرب الصومل)...)
هذا الكلام غير صحيح, حيثُ إن العقيدة في بلاد عسير لم تكن غير صحيحة في أيٍ من عصورها منذ أن دخلها الإسلام بعد مبايعة الأزديين للرسول الكريم بقيادة صرد بن عبد الله الأزدي, ولم تكن حملة محمد بن عامر المتحمي وطامي بن شعيب التي وفدت إلى عسير بمؤازرة الجيوش السعودية, لم تكن تلك الحملة بهدف نشر الدين وتصحيح العقيدة, ولم يكن محمد بن عامر وطامي بن شعيب دعاة دين, وإنما كانا قائدين عسكريين اعتمدت عليهما الدولة السعودية الأولى في ضم عسير إليها, وهو ما تم بالفعل بعد مقتل الأمير العسيري محمد بن أحمد اليزيدي نحو العام 1215هـ, ومن ذلك الحين سقطت المقاومة العسيرية وتسلم زمام الأمور السعوديون حيث كان من يمثلهم في عسير محمد بن عامر وطامي بن شعيب.

ثالثاً:
ورد في الرسالة (وهناك قصائد قيلت لايتسع المجال لذكرها اجتاحت تلك الحملات رجال المع وصعدت عن طرق العقيب الى السراه وكان العدد الاكبر عن طريق  الصماء  وتصدت لهم قبائل عسير في باحة ربيعه وفي جبل تهلل وحصلت مقتلة عظيمه في صفوف الغزاه ووصلت بشائر النصر الى الدرعيه العاصمه السياسيه)
سياق الكاتب التاريخي في هذه الجملة صحيح وسليم عدا أخرها, فلم تكن الدرعية عاصمةً سياسية في تلك الأثناء, وإنما الحادثة وقعت أثناء حكم حسن بن علي بن عايض حكماً مستقلاً لدولة عسير, وكان قد نودي بحسن بن علي بن عايض ملكاً على عسير في تلك الفترة, وقد حدثت الغزوة أثناء محاولات الإدريسي السيطرة على عسير وتوسيع حكمه حينما أغراه الدعم البريطاني الذي كان يحصل عليه, وفي الحقيقة كانت تستخدمه كرتاً تلعب به كما تشاء, بدليل إقصائه بعد أن انتهى دوره, وهو ما دعا بعض المؤرخين إلى وصمه ببعض الأوصاف الغير جيدة على إثر استخدام المؤثرين على المشهد السياسي آن ذاك للإدريسي منفّذاً للأجندات التي يريدونها دونما علمٍ من قبله بما يُحاك ويُخطط له.

من القصائد التي قيلت في تلك الفترة, والتي أشار إليها الكاتب، قصيدة شعبية من تراث العسيريين, وهذا جانب منها:

باحة ربية للتهايمِ..
مِجْزارة الصومالِ والجيوشْ..

كذلك هذا الجزء من قصيدة اعتذارية لقبيلة علكم حين تأخرها عن الجيوش العسيرية المجتمعة عند آل امسعلي, والتي تتأهب لملاقاة الغزاة في باحة ربيعة, فيقول الشاعر العلكمي في شكل اللون الشعبي المعروف (الدمة):

ولو ثقلنا نجمنا الزحْلِ..
قبيلةٍ تصبرْ على القتلِ..
وأصلكْ ترى العاملْ ومزرعهْ..

أي أننا لو تأخرنا, فنحن قبيلة تبلي بلاءً حسناً في ميادين القتال ونقدر على تحمل صِعابها, وسوف ترى حتماً نتيجة قتالنا وما سنفعله.



رابعاً:
ورد في الرسالة(ولايستبعد والله اعلم ان هناك صله بين الصفويين والادارسه وخاصة اذا قارنا مايحدث من تسهيل عبور الافارقه من قبل ايران عن طريق الدعم المادي والسلاح واذنابهم من الحوثيين مع ماحدث في تلك الفتره.)
وهذا القول يفتقر للدليل المادي أو المنطق العقلاني؛ لأن المقارنة على هذا النحو أظن الكاتب لم يوفق فيها, هذا من ناحية العلاقة بين الصفويين والأدارسة, أما الحديث عن اليد الإيرانية المندسة, فإنما اعتمد فيه الكاتب على تحليلات بعض المستقرئين للسياسة الحديثة والمعاصرة في هذه الأيام, والتي تشير إلى علاقة إيرن بالحوثيين عن طريق الدعم والمساندة.
كتبه /
محمد طالع
الجمعة 19 / 4 / 1434 هـ

الثلاثاء، 26 فبراير 2013

الخطر الداهم


حديثي اليوم عن الخطر الداهم, وأقول الداهم لأن المفردة هُنا تعني الذي بدأ في الوقوع, ولم أقل القادم لأنه لم يعد في طور القدوم ومن الممكن أن يقع كما إنه من الممكن عدم وقوعه, وبما إنه أصبح وأقعاً ملموساً فهذا يعني أنه لزاماً علينا التصدي له والوقوف في وجهه بصدق.
مجهولي الهوية من ذوي البشرة السوداء, الذين تختلف الآراء حول نسبتهم إلى أثيوبيا أم أرتيريا أم الصومال, هذا ليس المهم, المهم في الأمر أن الآراء تجمع على كونهم مواطنين غير شرعيين تسللوا عن طريق الحدود اليمنية السعودية عبوراً إلى الأجزاء الجنوبية من السعودية وأحكموا التمترس بها, هذه الطائفة من البشر تمتهن عدة أعمال غير مشروعة تحدثت عنها وسائل الإعلام بإسهاب, ومنها ما عرضه المذيع الرائع صلاح الغيدان عبر قناة لاين سبورت, من أهم أعمالهم صناعة وترويج المشروبات المسكرة الملوثة والتي تعتبر سموماً قاتلة لمتعاطيها وتمتهن كذلك الدعارة إلى جانب السرقات, كل ما تقدم قضايا جنائية لم تصل للحد الذين يمكن أن يقال عليه أمن دولة.
الجديد في الأمر الذي أنوي الحديث عنه أنها بلغت الخطر الذي يمكن تسميته أمن دولة, وأعرض الأسباب التي تدعم زعمي هذا, ويتضح ذلك من خلال التحركات المريبة التي تقوم بها هذه الفئة من البشر.
في الأيام القليلة الماضية تعرضت إحدى القرى القريبة من مدينة أبها إلى محاولات اقتحام للمنازل من تلك الفئة, والجديد في الأمر أن ساكنيها بداخلها ويحكي لي من تم التعدي على منازلهم, أن هؤلاء البشر كانوا يحاولون دخول البيوت على ساكنيها, يطرقون أبوابها بشدة وبشكلٍ مفزع, هذا الفعل لا يُفهم على أنه نيةً للسرقة, فالسارق لا يقتحم البيوت في حال وجود أهلها وبالقوة, إضافة إلى أنني التقيت بأخرين من تلك النواحي, يقولون بأنهم نقلوا أسرهم من تلك القرى -التي تقع على مرمى حجر من قلب مدينة أبها- إلى داخل المدينة, حيث أن الأمن أصبح معدوماً في القرية, ذهبت أستطلع الأمر ووجدت أن الأماكن التي يتحصنون بها تشكل ما يسمى في مصطلح المعارك "الكماشة", وهم يُحكمونها حول مدينة أبها, ويصنعون لهم ما يشبه المخابئ أو أماكن التخزين, مستفيدين في ذلك من الطبيعة الجبلية والتضاريس الملائمة, إضافة إلى إنهم وكما حدثني بعض الأهالي يحملون كميات من السلاح تفوق ما يمكن اعتباره متاجرةً بغية الكسب, إذ إنها توحي باستعدادهم لخوض حرب وشيكة, هذين السببين لوحدهما يكفيان لفهم الأمر على سوء النية لا حُسنها, لماذا يقتحمون القرى بهذه الطريقة المفزعة..!! ولماذا يتسلحون بذلك الشكل المريب..؟!
الأمر الآخر أنني اطلعت على تحقيقاً صحفياً نشرته صحيفة فيفا نيوز الإلكترونية, أجرت خلاله أحاديث صحافية مع هذه الطائفة أثناء عبورهم للحدود, تحدثوا فيها عن أهداف قدومهم المرتب لها سلفاً, كما أوحى التقرير بتدريبهم على القتال وبخاصةٍ ما يسمى حروب العصابات ومعارك الشوارع.
تناولت الأمر على حسابي في تويتر, ويبدو أن الحس الأمني لم يُدرك ما أعنيه من خطرٍ داهم, وأتمنى أن تعي حديثي كل الجهات المسؤولة عن أمن وحماية الدولة من الداخلية وغيرها, من خلال هذا الوعي يمكنها أن تستشعر الخطر وتتعامل معه وفق ما يقتضيه الحال.

ألا هل بلغت... اللهم أشهد..



نشر بتاريخ 20-02-2013


http://www.albiladdaily.com/articles.php?action=show&id=14648